عدم الغفران في الكنيسة؟
أشكرك من أجل سؤالك. وبما أني أملك المساحة والوقت المحدودين، فسأعطي إجابة عامة فقط. لقد تمت كتابة الكتب حول هذا الموضوع. وأرشح بشدة قراءة أعمال كن ساندي Ken Sande بعنوان: "The Peacemaker; A Biblical Guide to Resolving Personal Conflict" وكتاب "Peacemaking for Families".
وسأعطي في البداية تعليق على كلمة "عدم الغفران". نعم، أنا متأكد أنني أنا، كما الشخص الذي سأل هذا السؤال، ندرك أنها يجب أن تُكتب ككلمة واحدة (بالإنجليزية). ولكني أحب الهدف الذي يريد تأكيده من خلال كتابتها ككلمتين. كنت أحب المياه الغازية (كوكاكولا)، ولكني لم أحب قط المياه الغازية التي ليست بالكولا. لماذا؟ لأن طعمها لم يكن كطعم الكولا. فلها لون مختلف، وطعم مختلف، وفوران مختلف، إلخ. عدم الغفران هو العكس تمامًا من المحبة والغفران. فدائمًا طعمه كريه. عدم الغفران هو عدم المحبة (وأعتذر لكم جميعًا يا محبي السفن أب).
هل ذهبت إلى مطار قط؟ بما أني كنت على متن رحلات عديدة عبر العالم، فقد ذهبت إلى العديد من المطارات. وعندما أصل للمطار، عادة يكون معي حقيبتين. إلا أنني حتمًا يجب أن أقف خلف شخص معه عدد لانهائي من الحقائب. في رحلتنا إلى ألمانيا، كانت مجموعة منا واقفة في الصف. وكان هناك شخص أمامنا معه 16 حقيبة! نعم، شهادتي في المحاسبة لم تخذلني فقد قمت بعدها. كانت هناك حقائب حمراء وخضراء. وكانت لها المقاسات المختلفة.
ونحن، حتى كمسيحيين، نعيش في الكثير من الأحيان في مطار الحياة بعدد مفرط من حقائب عدم الغفران. وعدم الغفران يأتي بألوان وأحجام مختلفة جدًا. ونذهب بها لكل مكان نذهب له. ويملأ حياتنا بفوضى غير ضرورية. هو يُثقلنا. ولا نؤلم أنفسنا فقط عندما نفشل في الغفران، بل إننا نؤلم الآخرين أيضًا.
إن الغفران هو تعليم واضح للكتاب المقدس. يجب علينا أن نغفر كما غفر لنا ربنا (كولوسي 3: 13، قارن مع أمثال 19: 11، ومتى 6: 14، أفسس 4: 2، 32-32 على سبيل المثال). كمسيحي، فإنك ستُعطى العديد من الفرص لتغفر للآخرين (متى 18: 21-22)، بما أننا خبراء ومتمرسون في الخطية في حق بعضنا البعض. كل منا يملك رسالة الدكتوراه في هذا الأمر. إلا أنه، إن كنا مسيحيين، فسنغفر أحدنا للآخر. هذا جزء لا يتجزأ من المحبة (غلاطية 5: 14). يكتب بولس: "وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا." (رومية 5: 8). علينا أن نتبع مثال المسيح، أليس كذلك؟ إلا أن الكتاب المقدس لا يعلمنا أننا نخلص ويُغفر لنا بسبب محبتنا الواحد للآخرين، بل يعلمنا أن محبتنا تبين أنه قد غُفر لنا بالفعل! (لوقا 7: 41-50). فهل غُفر لك؟ إن كان الأمر كذلك، فستغفر للآخرين!
توجد العديد من الخطايا التي تكمن في نيران عدم الغفران. فعند النظر إلى أفسس 4: 31-32، نرى بعض من هذه الجمرات المشتعلة مذكورة:
"المرارة" يمكن أن تُوصف على أنها الاستياء الكامن أو شيء يأكلنا من الداخل، منتجًا توجه مليء بالضغينة (أعمال الرسل 8: 23، عبرانيين 12: 15). ويمكن للمرارة أن تتسبب في أن يكون المرء عكر المزاج، وبارد، ومستاء، وقاسي، وفي عداء دائم. وعندم يتم كبت المرارة، فإنها لا تموت أبدًا، ولن تفقد قوتها أبدًا. ومن يحملون المرارة والأحقاد يحرقون (ويؤلمون) أنفسهم حرفيًا."الحنق": هي خطية أخرى يذكرها بولس. وهو غضب شديد لا يمكن السيطرة عليه، هو نتاج مشاعر اللحظة. وهو رد فعل عاطفي لشيء يكمن عميقًا في أرواحنا.
"الغضب": هو اشتعال داخلي، هو شعور خفي بالحرق. وقد تكمن العديد من الجمرات عند أقدامه، مثل: الظلم، والصراع، ونفاد الصبر وسوء المعاملة والاحتياجات غير المُلباة، والغيرة. ما هي جذور شعورك بالغضب؟
"التذمر" هو الصراخ المستمر والمتكرر. هو انفجار علني يكشف عن انعدام السيطرة.
"التشهير": هو الافتراء المستمر على شخص، والذي ينبع من قلب مرير. التشهير والنميمة هما في الكثير من الأحيان وجهان لعملة واحدة.
"الخبث": هو تعبير عام للشر. وهو جذر قاتل.
أخخ، إن هذه تؤلم، أليس كذلك؟ يقول بولس أن هذه كلها يجب أن توضع عنا. وإن لم نفعل ذلك، فإننا لسنا في الخطية فقط، ولكننا سنحصد عدم الغفران في قلوبنا وندمر جسد المسيح.
لماذا يوجد عدم غفران في جسد المسيح؟
أولًا، يوجد عدم غفران في الكنسية لأن بعض الناس في الكنيسة لم ينالوا الخلاص. فيوجد جداء وسط الخراف، وزوان بين الحنطة. لأن البعض ناطقين بالإيمان فقط وليسوا ممتلكين له، فهم لا يقدرون أن يغفروا، لأنهم ليس ضمن حمضهم النووي النفسي. وبالرغم من أنهم يقدروا أن يخبؤوه لمدة قصيرة، إلا أنهم مملوئين كراهية. هذا لا ينطبق فقط على العديد من الرجال والنساء العلمانيين، ولكنه يشمل قادة الكنيسة أيضًا. فمن ثمارهم تعرفونهم (متى 7: 15-23). أنظر الرابط: "الكنيسة: المنظورة وغير المنظورة: هل كل شخص في الكنيسة نال الخلاص؟" في الأسفل.
ثانيًا، يوجد عدم غفران في الكنيسة لأن البعض في جسد المسيح هم عصاة. يمكننا أن نقسم هذا الأمر إلى جزأين: أ- الذين يُخطئون عن جهل، وب- الذين يخطئون عن قصد.
الخطية عن جهل:
بالنسبة لهؤلاء الذين يخطئون عن جهل، فيجب علينا أن ندرك أن البعض لم يتعلم عن معنى الغفران الحقيقي. فالأمر أكثر من مجرد قول "أنا آسف" (أنظر بالأسفل).وعلاوة على ذلك، فمن الممكن أنهم لا يفهمون أنه إن علموا بأن شخص يمسك شيئًا عليهم، فإنها مسؤوليتهم حل هذه الإساءة بقدر ما هي مسؤولية الأطراف الأخرى. يسوع المسيح يعلمنا في متى 5: 23-24: "فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ، فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ." إذًا، فإن كنت تعلم، أو تشك، أن شخصًا يشعر بالضغينة تجاهك، فإنها مسؤوليتك كما هو مسؤولية الأطراف الأخرى، أن تحل هذا الأمر. فمحبة الغفران الحية هي عاملة! هي تطلب الصلح.
وعلاوة على ذلك، فمن المهم أن ندرك أنه يمكن للمسيحي أن يمنح الغفران قبل اعتراف الطرف الثاني بخطيته في بعض المواقف. بالرغم من أن الحالة المثالية هي أن الغفران رد فعل لتوبة الطرف الذي أخطأ إلينا دائمًا، إلا أنه في بعض الأحيان يكون هذا الأمر غير ممكن ببساطة. فحتى في ذلك الوقت يمكننا أن نغفر أيضًا (انظر أمثال 17: 14، 19: 11، أفسس 4: 2، 1 بطرس 4: 8، قارن مع مرقس 11: 25-26). لا تدع الأمور تتباطأ. ولتكن حساباتك قصيرة (1 كورنثوس 13: 5).
إلا أنه توجد أوقات أخرى حيث الغفران الغير مشروط ليس بالمسار الصحيح للأمور (أنظر: متى 18: 15-20). فكر في التالي: 1- إهانة حقيقية تجاه آخر (خروج 23: 6، إشعياء 1: 17)، 2- إن كان تجاهل الإساءة قد يؤذي المسيء (غلاطية 6: 1-2)، أو 3- إذا كانت خطية بفضيحة أو من المحتمل أن تشوه جسد المسيح (عبرانيين 12: 15). أنظر الرابط: "التأديب الكنسي والحرمان: من يجب أن يقع تحت التأديب؟" بالأسفل.
الخطية عن قصد:
يرفض بعض المسيحيون ببساطة أن يطيعوا كلمة الله. بالرغم من أننا لا يمكن أن نتخيل هذا الأمر، إلا أني قد رأيته حتى بين قادة الكنائس. فهم يرفضون في المقابلات الشخصية، وفي المكالمات التليفونية، وعبر البريد الإلكتروني، ووسائل التواصل الأخرى (حيث يُطلب من خلالها الصلح حرفيًا في بعض الأحيان) أن يصلحوا الأمور بينهم وبين هؤلاء الذين يغضبون منهم. والكثيرين يتجّهمون ويضعون الأعذار اللاهوتية الكبيرة (الخاطئة)، أليس كذلك؟بما أن الله أمرنا أن نغفر بعضنا لبعض، فإن رفض هذا الأمر هو عمل تمرد مباشر ضد الله (أفسس 4: 32، 1 يوحنا 2: 6). وبما أن الغفران يعكس حرفيًا صفات الله (رومية 5: 8)، فإن هؤلاء الذين لا يغفرون هم غير أتقياء! هذا يعني أن عدم الغفران هو إهانة لله لا تقل عن الزنا أو الشذوذ الجنسي (1 كورنثوس 6: 9-11). وبالتالي، فهم يجلبون على أنفسهم تأديب الله عن استحقاق (عبرانيين 12: 3-17).
الغفران المبني على الإنجيل: كيف يبدو؟
كيف يبدو الغفران المبني على الإنجيل؟ كن ساندي Ken Sande يقول (تم تغيير التنسيق):1- الغفران هو عمل الإرادة.كتب سي أس لويس مرة: "الغفران الحقيقي يعني أن تنظر بثبات على الخطية، الخطية المتروكة بدون أعذار، وبعد أن تم التسامح، ورؤيتها في كل رعبها، وقذارتها، وخستها وخبثها، ومع ذلك تكون متصالح بالكامل مع الشخص الذي فعلها."2- الغفران ليس عملية سلبية للنسيان أو ترك شيء يبهت في الذاكرة. بل هو بالأحرى عملية إيجابية تتضمن اختيار واعي ومسار عمل مقصود. إشعياء 43: 25 يقول أن الله أراد ألا يتذكر خطيانا فيما بعد. الأمر هو ذاته بالنسبة لنا: فنحن نستمد نعمة الله ونقرر ألا نفكر أو نتحدث عما فعله الآخرون ليجرحونا.
3- الغفران ليس إعطاء العذر قائلًا: "حسناً، لم يكن بالأمر الكبير." الغفران هو عكس إعطاء الأعذار- الغفران يقول: "نعم، كلانا يعرف أن ما فعلته أمر خاطئ،، ولكن بما أن الله قد غفر لي، لذا أغفر لك أنا أيضًا."
4- يمكن للغفران أن يكون مكلف ومؤلم. ففي بعض الأحيان تكمن بعض تأثيرات خطايا الشخص لمدة طويلة- ويجب أن تحارب الذكريات المؤلمة، وتعمل على الثقة في الشخص، وفي بعض الأحيان قد يكون عليك أن تتعامل مع التكلفة المادية، مثل المال أو الجرح الجسدي. القلب الغافر سيضع الشخص الآخر أولًا والذات آخرًا.
إن الغفران هو قرار بأربعة وعود: أ- لأن أظل أفكر في هذه الحادثة، ب- لن أذكر هذه الحدثة مرة أخرى أو استخدمها ضدك، ج- لن أتحدث مع الآخرين عن هذه الحادثة، د- لن أدع هذه الحادثة تقف حائل بيننا أن تمنع علاقتنا الشخصية.
الأمر مكلف جدًا أن تسافر بالكثير من الحقائب في يومنا هذا. يجب أن نتعلم أن نترك الحقائب عند الصليب وأن نسافر بدونها.
روابط ذات صلة:
الكنيسة: المنظورة وغير المنظورة: هل كل شخص في الكنيسة نال الخلاص؟التأديب الكنسي والحرمان: من يجب أن يقع تحت التأديب؟
المراجع:
Lewis, C.S. The Business of Heaven: Daily Readings from C. S. Lewis. Mariner Books, 1984.
Sande, Ken. The Peacemaker, 3rd ed. Grand Rapids: Baker, 2004.
الدكتور جوزيف نالي، حاصل على درجة الماجستير في اللاهوت الرعوي والدكتوراه في اللاهوت، هو محرر لاهوتيّ في خدمات الألفيّة الثالثة.